الجمعة 5 ديسمبر 2025 | 12:54 ص

بريطانيا تعيد تشكيل عقيدتها العسكرية بالذكاء الاصطناعي.. شبكة استهداف رقمية واعتراض شبه أوتوماتيكي للتهديدات

شارك الان

بدأ الجيش البريطاني مرحلة جديدة من التحول العسكري تعتمد على توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي لإعادة رسم ملامح العمليات القتالية في الجو والبر والبحر، وفق ما كشفته صحيفة فاينانشل تايمز. وتأتي هذه الخطوة ضمن استراتيجية بريطانية واسعة تستهدف تسريع اتخاذ القرار في ميدان المعركة وتعزيز القدرة على تحليل التهديدات بشكل لحظي.

شبكة استهداف رقمية بقيمة مليار دولار

ورصدت لندن أكثر من مليار دولار لإنشاء “شبكة استهداف رقمية” تُدمج من خلالها البيانات العسكرية والمدنية في منظومة قيادة موحدة. ويسمح المشروع للقادة بمعالجة المعلومات واتخاذ قرارات الاشتباك أو الرد بدقة وسرعة تفوق الأساليب التقليدية.

اعتراض شبه أوتوماتيكي للتهديدات البحرية

وفي إطار تطوير القدرات البحرية، يستخدم الجيش البريطاني برنامج “دومين آي” القائم على الذكاء الاصطناعي لرصد حركة السفن ومسارات الكابلات البحرية وتحديد التهديدات المحتملة. ويتيح النظام إمكانية إرسال طائرات أو سفن مسيّرة للتعامل مع أي خطر بشكل شبه أوتوماتيكي.
واللافت أن البرنامج طوّرته شركة “هادين” البريطانية التي انتقلت من صناعة الألعاب إلى تكنولوجيا الدفاع الذكية.

وأكد الجنرال البريطاني السابق ريتشارد بارونز أن الذكاء الاصطناعي أصبح “العمود الفقري للهيكل العسكري الحديث”، متوقعاً أن يكون في قلب عمليات الاستهداف خلال السنوات المقبلة نظراً لسرعته في تحليل البيانات واتخاذ القرار تحت الضغط.

وتستثمر بريطانيا نحو 2 مليار دولار سنوياً في برنامج المقاتلة المستقبلية “جلوبال كومبات إيركرافت”، التي من المقرر أن تعمل بالتكامل مع أسراب من الطائرات المسيّرة بحلول عام 2042، في مشروع مشترك مع اليابان وإيطاليا.


سبق للولايات المتحدة أن استخدمت نظام القيادة المدعوم بالذكاء الاصطناعي «مافين» في غارات نفّذت باليمن عام 2024، فيما اعتمد الناتو نسخاً معدّلة منه.
أما بحرياً، فأصبحت غواصات “غوست شارك” الأسترالية والروبوتات الكاشفة للغواصات جزءاً أساسياً من منظومات العمليات الحديثة. وتواجه لندن تحديات تتعلق بنقل البيانات في بيئات دون أبراج اتصالات، إضافة إلى التعامل مع موجات التشويش الإلكتروني المتزايدة.


أسهمت الحرب في أوكرانيا في تسريع انتشار استخدام الطائرات المسيّرة والروبوتات القتالية، ما دفع دول الناتو إلى تبنيها لتعويض النقص العددي في القوات، خاصة مع امتداد الحدود الشرقية للحلف مع روسيا لأكثر من 4300 كيلومتر.

وفي نوفمبر الماضي، نفذ مشاة البحرية البريطانية تدريباً أُطلقت خلاله أسراب من المسيّرات تعمل كوحدة واحدة عبر منظومة ذكاء اصطناعي مشتركة.


رغم التطور السريع، تظلّ المخاوف قائمة بشأن قدرة الأنظمة الذكية على التمييز بين المدنيين والعسكريين. وفي هذا السياق، شددت جيسيكا دورسي من جامعة أوتريخت على أن “المسؤولية النهائية تقع على البشر لضمان احترام القانون الإنساني الدولي”.

استطلاع راى

هل ترى أن مكافحة الفساد يجب أن تكون الأولوية القصوى لأعضاء البرلمان القادم؟

نعم
لا

اسعار اليوم

الذهب عيار 21 5445 جنيهًا
سعر الدولار 47.51 جنيهًا
سعر الريال 12.67 جنيهًا
Slider Image